إنجازات الفريق من 1986 الى 1998‎

كتابة : جارث كوتزر

على مر الزمان، ارتبطت حياه الكويتيين ارتباطا وثيقاً بالبحر ، وقبل إكتشاف النفط ، أعتمد الكثيرون من السكان المحليين على مزاولة حرف الصيد والغوص لإستخراج اللؤلؤ والنقل بالسفن كمصادر رئيسة لكسب العيش.

 وعندما قام المكتشف الدنمركي كاريستون نايبر بزيارة الكويت في عام 1765، وجد شعباً متطلعاً محباً للبحر ،، وأشاد بالمهارات البحرية التي تحلى بها أفراده مشيراً إلى أنهم يملكون بالفعل 800 سفينة على الأقل وأنهم يعيشون على الصيد وإستخراج اللؤلؤ والتجارة البحرية.

وقد ظل أثر عبارات الإعجاب المذكورة آنفاً محسوسة حتى بعد مضي قرابة المائة عام كما جاء على لسان الإنجليزي وليام بلجراف أثناء زيارته للكويت في عام 1862 خاصة أنه نوه بما يتمتع به المشتغلين بصناعة البحر والغواصين الكويتيين من مهارة وشجاعة.

 وفي معرض حديث أخر ، أطلق أحد المكتشفين الأوائل  لقب أبناء السندباد ” في إشارة إلى الشعب الكويتي .كما أشار الممثل السياسي البريطاني المقدم هارولد ديكسون مرارا وتكرارا مراسلاته المتتابعة إبان الثلاثينات إلى أن اخص ما يميز شعب الكويت هو سمعته ذائعة الصيت في مجال الحياة البحرية وحتى يومنا هذا ، لايزال الصيد المحلي من الأسماك بأنواعها المختلفة لا يزال الطبق الرئيسي على موائد الطعام المعدة للضيوف الزائرين .ومن واقع هذه الصلة الوثيقة ، قد يصبح من الأمور الحتمية أن يقوم هؤلاء الشباب وقد تزودوا بالأقنعة والزعانف ونظارات الغوص وأدوات التنفس تحت الماء بمواصلة إكتشاف عالم البحار وسبر أغواره في الوقت المناسب .

ويتناول هذا الكتاب جزئية الشق الخاص بهواة الغوص الذي آثروا إتباع التقاليد البحرية الموروثة، حيث تتسع صفحاته لسرد قصتهم وتوصيف أنشطتهم وعرض إنجازاتهم. كما يهدف الكتاب أيضاً إلى إلقاء الضوء على ما حققوه من إلتزام إزاء جعل البحر الذي يحيط بالكويت ملاذاً أكثر نظافة وآمنا، ليس فقط لصالح المترددين عليه بصورة يومية للإستمتاع بمياهه ولكن أيضاً من أجل الكائنات البحرية التي تسكن الجزء الأكبر من مملكة نبتون والتى نتواصل مع وجودها في بحار هذا العالم.

 ويوجه هذا الكتاب التحية إلى فريق الغوص الكويتي وكل ما يجسد من معان وقيم.

الفصل الأول:

البدايات:

تلك هي قصة طائفة من الشباب الكويتي الذين بدأو في ممارسة رياضة الغوص كهواه في إطار تنمية إهتماماتهم الشخصية ثم توحدت أهدافهم من خلال إنشاء جهاز رسمي خاص بهم في عام 1985 ودمجه فيما بعد ( بالمبرة التطوعية البيئية ).

وعلى أثر انسحاب القوات العراقية في عام 1991 ، توالت التحديات الجسام على صعيد التلوث البيئي ليس فيما تم تفريغه في البحر من نفط تراوح مقداره من 6 إلى 8 ملايين برميل فحسب، بل أيضاً في إغراق وتدمير المئات من اليخوت والمراكب في الموانئ والمرافئ الكويتية .

وقد ظهرت بجلاء المخاطر التى هددت الملاحة إلى جانب التلوث المادي الناجم عن الوقود البحري وغيرة من المواد الضارة، فضلاً عما انطوى عليه الموقف برمته من خطورة بالغة أستوجبت التحرك بجدية وسرعة لمواجهته.

وما كان من هذه النخبة من هواة الغوص إلا أن تقدمت بعرضها للمساعدة في دفع الجهود الرامية إلى إعادة تعويم وإزلة حطام تلك السفن. وتمت الموافقة على هذا العرض وفي 25 ديسمبر 1991 تم الإعلان عن ميلاد فريق الغوص الكويتي.

 وقد تبلورت أهداف فريق الغوص الكويتي الناشئ في منظومة ثلاثية الأبعاد بيانها كالتالي:

·        وضع حد للتلوث البحري الناجم عن المراكب الغارقة في الأنديةالبحرية وإجراء عمليات مسح شاملة للقيعان البحرية في هذه الأندية.

·                    تدريب الأفراد على أعلى مستوى في مجالات إنتشال السفن ومهارات الملاحة والإشتغال بصناعة البحر.

·                    تشجيع العمل التطوعي لإعادة أعمار الكويت.

وتلبية لاحتياجات البلاد،انطلقت مجموعة تضم 25 غواصاً من الهواة مزودة بمعداتها وتجهيزها ومعارفها الأساسية حول أساليب الإنقاذ الأولية لإنجاز عملها في الوقت الذي لم يكن هناك شركات عاملة في الكويت يدخل في إختصاصها هذا النوع من المهام .

ومن الجدير بالذكر طبيعة عمل أعضاء فريق الغوص ، حيث أنهم جميعاً موظفون يعملون لدى جهات مختلفة مما يعني التضحية بأوقات فراغهم للوفاء بالإلتزامات والتى تمليها عليهم مهام التخطيط للقيام بأنشطة الإنقاذ، ويعنى أيضاً تقليص الإهتمام بكل ما يتعلق بالأسرة والأصدقاء. كما أختفت سريعاً كافة رؤى وظواهر الترف حينما وجدوا أنفسهم في خضم مياه ملوثة وتنبعث منها رائحة وطعم الوقود، ويعملون غالباً في حدود أدنى قدر من الرؤية وسط ما خلفته الحرب من بقايا وأشلاء إشتملت على أكوام من الأسلاك الشائكة وأخطار ليس أدناها الذخيرة التى لم تنفجر. ومن ثم بدا واضحاً مدى الحاجة إلى تفعيل التعاون بين فريق الغوص والمجموعات الأخرى العاملة في مجالي التطهير والإزالة . وبينما نجحت البحرية الكويتية على نحو يثير الإعجاب في أداء المهمة الصعبة حيال إبطال مفعول الذخيرة غير المتفجرة، واصل فريق الغوص الكويتي عمليات الإنقاذ بحماس ونشاط.

وكان يتعين إكتساب مهارات جديدة من خلال القراءة والتدريب على يد خبراء متخصصين والإسترشاد بنصائح وتجارب الآخرين مع السعى الجاد في مرحلي لاحقة للحصول على دعم الشركات والأفراد من مالكي السفن والرافعات وغيرها من المعدات الضرورية الأخرى.

وفي غضون مرحلة التطهير والإزالة التي  أعقبت الحرب مباشرة، نجح فريق الغوص الكويتي في إنتشال 183 مركباً زنتها أكثر من 3492 طن وتحمل ما يربو على 45000 جالون من الوقود . مما أسفر عنه تجنيب البيئة البحرية الكويتية المزيد من الأضرار التى يصعب التكهن بها.

كما قام أعضاء فريق الغوص بإجراء عمليات مسح عديدة تحت الماء وإنتشال المراسي الغارقة وتوجيه عمليات التطهير العامة. وقد  عقد الفريق عده إجتماعات على مدار الأيام الأولى للإعداد للعمليات بمنازل الأعضاء والدواوين حيث إستغرقت المداولات التى دارت حول خطط العمل وقتاً طويلاً أمتد حتى الساعات الأولي من صباح اليوم التالي.

وبالتدريج، بدأ حجم العمل الرامي إلى إصلاح ما أفسدته الحرب في التقلص على الرغم من انه وحتى يومنا هذا لا يزال البحر من آن لأخر يكشف على نحو غير متوقع وبشكل مأساوي بعضاً من تراكمات أسرار تلك الحقبة. ومع ذلك تمكن فريق الغوص الكويتي من مواصلة أنشطته والتصدي لتحديات جديدة.

وأصبح الآن فريق الغوص الكويتي يمثل مجموعة عمل منظمة ومتجانسة قوامها 30 من الأعضاء الأساسين وحوالي 300 من الأعضاء النظامين ومقرها الدائم بميناء الشويخ بمدينة الكويت. وجميع الأعضاء متطوعين وهدفهم دوماً أن يكون لهم فريق وطني على إستعداد دائم لتقديم العون حال وقوع أي كوارث.

متأهبون للمستقبل:

من الثابت أن ثمة التحديات جديدة تطل برأسها نتيجة الصراع الذي تفجر مؤخراً في العراق وعلى الأرجح أن أقوى هذه التحديات تأتي من جهة الشمال حيث تتلاقى المياه الكويتية بالمياه العراقية وإستناداً إلى خبراته السابقة يدرك فريق الغوص الكويتي أن المخاطر والمهام والتهديدات الجديدة والمختلفة سوف تظل تواجه على الدوام أولئك اللذين يهتمون بتراث البيئة .

وتظل عملية جمع التبرعات تمثل تحدياً متواصلاً خاصة في مواجهة الإرتفاع المطرد في تكلفة التجهيزات والمواد .ونشير في هذا الصدد إلى أنه غالباً ما يعتمد الفريق على ما يدفعه أصحاب السفن الغارقة حسب تقديرهم مقابل إنقاذها غير أن الفريق لا يتدخل مطلقاً في صفقات تجارية كما انه لا يمنح على الإطلاق أيه مبالغ لأعضائه ويستخدم فريق الغوص الكويتي 4 قوارب رئيسية إنجاز العمليات البيئية وكلها ضمن التبرعات  التى تقدم للفريق بهذا الشأن والتي كانت على رأسها إهداء صاحب السمو أمير البلاد إضافة إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ / صباح الأحمد الصباح وأيضا ً شركة الإتصالات المتنقلة وفي الأحوال التي كانت تبرز فبها الحاجة إلى إستخدام قوارب إضافية في مشروعات بعينها  أو معدات أو أجهزه لم يتوانى أفراد الفريق على الإطلاق في تقديم قواربهم ومعداتهم الخاصة بإستخدامها لهذه المشروعات دفعاً لإنجاح العمل وتحقيقاً لأهدافه.

 كما أن من الأفراد والهيئات من تفضلوا مشكورين بإمداد الفريق بالمعدات والأجهزة والآليات على نفقاتهم الخاصة ونذكر منهم وبكل فخر الشيخ / نواف الأحمد الصباح  والشيخ / ناصر المحمد الصباح  والشيخ / مشعل الأحمد الصباح .

ويكرس أفراد الفريق حوالي 25% من وقتهم للغوص الفعلي حيث إنهم يضلعون بمهام أخرى تشمل تحديث الموقع على شبكة الإنترنت . والتوثيق والمراسلات والتنسيق مع الجهات المعنية وعمليات التنظيف التى تجرى تحت سطح الماء علاوة على توفير الدعم اللوجستى المشار أليه أعلاه والواقع إن المشروعات التى عرضت في هذا الكتاب إنما تمثل نطاقاً واسعاً من المهام والأنشطة التى يطلع بها فريق الغوص الكويتي إلى جانب نشاطه الرئيسي وهو الغوص . والجدير بالذكر في هذا المقام أن بعض من أفراد فريق الغوص الكويتي لم يتعلموا السباحة ولكنهم يقدمون إسهاماً قيماً في مجالات أخرى  يمهرون فيها ويكون موقعها بالطبع على الشاطئ .

تعد الأجهزة الحديثة والآمنة عاملاً أساسياً في المحافظة على راحة وسلامة الفريق .وفي هذا الشأن يحظى فريق الغوص الكويتي بمجموعة قيمة من هذه التجهيزات  فالفريق يقوم بتعبئة اسطوانات الهواء الخاصة به بإستخدام ضواغط متخصصة حصل عليها عن طريق التبرع بالإضافة إلى اسطوانات خاصة به . وفي ورشة الفريق العالية التجهيز يكون متاحاً  القيام بجميع الأعمال تقريبا شاملاُ ذلك كل عمل هندسي من الممكن تخيله بدءاً من عمليات اللحام وحتى أعمال الحفر والقطع بما يفي بكامل الإحتياجات الفنية للفريق: حتى أن أثقال الأحزمة الخاصة بالفريق يتم صبها بالورشة .

وقد بدأت البحرية الكويتية كامل إستعدادها لتوفير حجرة إزالة الضغط الخاصة بها بحيث تكون متاحة لإستخدام الفريق في  أي وقت يحتاجها فيه . كما أن جميع أفراد الفريق تلقوا تدريبات خاصة بالإسعافات الأولية.

ومن الأهمية بمكان الإشارة في هذا الإطار بأنه في المقدمة من أولويات الفريق الإحتفاظ بسجلات من الصور والأفلام الخاصة بعملهم في المشروعات ، حيث أن فريق الغوص الكويتي مزود بوحدة متكاملة تتمتع بالإكتفاء الذاتي وتختص بإنتاج الأفلام والتصوير الفوتوغرافي المتخصص. وهناك سجلاً وافياً يضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية لأعضاء الفريق داخل البحر وعلى اليابسة إضافة أفلام الفيديو المعدة على أعلى مستوى من التقنية. وفي هذا الصدد ، يسجل خالد النصر الله ، منسق إنتاج الأفلام الوثائقية بالفريق اعتزازه بان الفريق  أنتج حتى الآن 15 فيلماً . كما حصل الفريق مؤخراً على كاميرا رقمية للتصوير تحت الماء يمكن بواسطتها إنتاج المئات من الصور عالية الوضوح خلال عملية غوص واحدة.

ينقسم الفريق حالياً إلى أربعة فرق غوص احتياطية جاهزة، بحيث يتوفر فريق واحد على الدوام يكون مستعداً للتدخل لدى وقوع أي حادث طارئ في المياه الكويتية سواء نهاراً أو ليلاً . وفيما عدا هذه الحالات الطارئة التى قد تقع في أي وقت دون سابق إنذار ، فأن الجزء الغالب من نشاط الفريق يتركز خلال عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية وفي وقت متأخر من بعد ظهر بقية أيام الأسبوع ويشكل الغوص الليلي جزءاً قياسياً من التدريب الذي يتلقاه كل فرد من أفراد الفريق، والذي يسفر عن تنمية مهارتهم وقدراتهم في مجال الغوص الليلي.

ويتولى الفريق بنفسه إعداد برنامجه التدريبي المعتمد. ويوجد بمقر الفريق مركز للمحاضرات كامل التجهيز.

ويعتز الفريق بكل فخر بالعلاقة التي تربطه بالغواص ذائع الصيت جان ميشيل كوستو وفريقه، وكان أول لقاء بين الفريقين عندما زار كوستو وفريقه الكويت في سنة 1998 بدعوة من هيئة التعويضات التابعة للأمم المتحدة ، حيث أسندت إلى هذا الغواص الشهير مهمة تصوير الأضرار التي لحقت بالبيئة البحرية الكويتية من جراء الغزو العراقي للكويت .فبهذه المناسبة استعان كوستو بفريق الغوص الكويتي الذي وضع قواربه وأفراده تحت تصرفه. ونشأت بين الفريقين علاقة من الاحترام والصداقة. ثم ألتئم شمل الفريقين في لقاء أخر في عام 2001 أثناء زيارة إلى الولايات المتحدة .فالفريق حريص على تعزيز مثل هذه الروابط الوثيقة مع الشخصيات والمؤسسات ذات التوجهات المماثلة في جميع أنحاء العالم.

دعونا نلقي نظرة على الأسس المطبقة لدى فريق الغوص الكويتي في تحقيقه لسجله الحافل بالإنجازات.

وفيما يلي بعض المعايير التي تؤخذ في الاعتبار عند تقييم أي مشروع محتمل:

·                    لا تتم الموافقة بالضرورة على كل المشروعات المقدمة.

·                    يشترط في المشروع المقترح توائمه مع اهتمامات وأنشطة أعضاء الفريق.

·                    يجب أن يكون المشروع موضع اهتمام وذو صله بالبيئة البحرية.

·        لابد أن ينطوي المشروع على نوع من التحدي ويفضل أن يكون فريداً من نوعه، بحيث يوفر لأعضاء الفريق فرصة تعزيز إمكانياتهم واختبار مهاراتهم الموجودة وتطوير مهارات جديدة وتحقيق التطور على المستوى الفردي والجماعي على حد سواء.

·        يجب ألا تتعارض المشروعات مع المهارات المتخصصة التي تتمتع بها المؤسسات الأخرى الموجودة والتي تعد أكثر تأهيلاً لتولى مهام معينة. ففريق الغوص الكويتي ينطلق في عمله من مبدأ التعاون وليس التعارض.

·        يجب أن لا يؤثر عمل الفريق أو أنشطته على إلتزامات أعضاء الفريق الدراسية أو الوظيفية بالمطالب الزائدة عن الحد لأي مشروع . فالمرونة أمر مطلوب.

·        لا تتم الموافقة على أي مشروع ينطوي على مخاطر الوفاة أو الإصابة التي من الممكن أن يتعرض لها أفراد الفريق أو أطراف أخرى وذلك انطلاقا من مبدأ السلامة أولاً.

·        سجل فريق الغوص الكويتي نجاحاً قياسياً بنسبة 100%، وعليه سيكون حرصه على عدم قبول العمل بمشروعات غير مضمونة النجاح.

وتشكل قاعدة من المفاهيم العامة أساساً لعمل الفريق ، شاملة الأتي:

·                    جميع أفراد الفريق متساوون في المكانة وهذه المساواة لا تتأثر بالمحافظة على الحضور.

·                    أعضاء أفراد الفريق غير مطالبين بسداد أي مصروفات تتعلق بالفريق من مالهم الخاص.

·        جميع المشروعات يتم توثيقها مع ضرورة الاحتفاظ بسجل من الصور/ الأفلام الخاصة بكل مشروع يناط بالفريق القيام به.

·        لجميع أعضاء الفريق الحق في الإسهام بآرائهم حول إستراتيجيات أي مشروع مع ضرورة الوصول إلى اتفاق قبل الشروع في العمل.

·        يتم اختيار قاده الفريق الذين يتولون الأضطلاع بالمشاريع بغض النظر عن العضوية والهيكل المكتبي لفريق الغوص الكويتي قد يكون فرداً عادياً في فريق مشروع معين بحيث يخضع لقيادة عضو أخر من الفريق.

قيل قديماً نحن لا نورث الأرض والمستقبل لأولادنا بل نستعيرهما من أجلهم. والسؤال المهم هنا هو في أي حال سوف نسلمها لهم؟ أن السجل الحافل لفريق الغوص الكويتي إنما يعكس التزامه ليس في المحافظة على نظافة وصحة البيئة البحرية فحسب بل أيضاً في الإسهام في تحسينها وتطويرها على الدوام.

يحق لفريق الغوص الكويتي أن ينظر بفخر لما حققه  من إنجازات في الماضي.بيد أن النظر الى الماضي ليس من شيم الشباب ، لا سيما الشباب المفعم  بروح المغامرة. فلهم أن يولوا أنظارهم شطر المستقبل توقاً إلى خوض مغامرة جديدة وتحد جديد وعمل جديد  يضاف لإنجازاتهم . وليس ثمة أدنى مجال للشك في أن فريق الغوص الكويتي هو دوماً على أهبة الاستعداد ويرقى إلى مستوى المهمة.